الجمعة، 9 نوفمبر 2012

فارس عودة

"فارس عودة : طفل صغير تصدى للدبابة … ووقف بحجر أمامها"

"لن تمروا"

. . . يا فارساً في زمن الرداءة انتفضت
وحيداً في وجه الدبابة وقفت
بحجر صغير من أرضك قاتلت . . .
يوم أن عز السلاح .. .كان في يدك الحجر هو السلاح ..
والسلاح بالمليارات. أبناء العروبة ابتاعوه ...
وخلف الأبواب الموصدة ...وفي مخازنهم وضعوه...
بالمليارات ...طائرات ...دبابات...صواريخ ...رشاشات ...
لمن ...قالوا للعدو...
ومن هو العدو ...العدو هو العدو...
يا فارساً..في عمر الزهور..هزتك النشوة والفخار
وأنت ترى العروض العسكرية والعربية ...
"طائراتٌ ..صواريخٌ..دباباتٌ..جند وخوذاتٌ..
سواعدٌ مفتولة..وقادةٌ عظام.. "
فداعبتك الأحلام ..طفولة لم تلوثها الأحزاب والتجمعات..
طفولة صدّقت البيانات , والإذاعات , والتنظير والفضائيات..
هزت مشاعرك جموع المصلين ..في الأقصى .. في رمضان الخير وفي كل جمعة..
تحت سنابك الخيل ..تحيط بهم الجند.. والكلاب ..
جندي يصفع شيخاً ..
جندي يضرب امرأة..
جندي يركل شاباً..
يا فارس الأمل ..يا فارس العودة ...
انتفضت يوم رأيت الدبابات تجتاح المباني ...
انتفضت يوم رأيت الجرافات تقتلع الزيتون... رمز السلام ..
انتفضت يوم رأيت الجرافات تقتلع النخيل ... رمز الشموخ ...
انتفضت حين رأيت الجرافات تدمر البيوت الزراعية ..
عرق الفلاح ...وكده ...وتستمر لتهدم المنازل ...
تجرف تراب الوطن .. تجتاح الأخضر واليابس .. ولم تسمع إلا شجباً واستنكاراً
أفقت من حلمك ...فعلمت أن دبابات الاستعراضات...
وطائرات الاستعراضات ..وصواريخ الاستعراضات
وجند الاستعراضات ...ومنصات الاستعراضات ...
لم تكن .. لنصرتك.. ولن تهتز لمشاعرك ..ولن تتحرك لتحرير فلسطين ..
وآمنت بأنها لحماية الكراسي ...لا لحماية الأوطان أنشئت ..
جند الحكام.. لا جند الأوطان..
أفقت من حلمك ..صحوت ..
امتشقت الحجر .. وتوجهت إلى الميدان ولسان حالك يقول :
هنيئاً للحكام بجيوشهم و هنيئاً للجيوش بأسلحتها ..وهنيئاً للقادة بنياشينهم ...
وهنيئاً للجند بشجاعتهم ...
بوكاسا مات ...
مات بنياشينه التي تدلت على صدره حتى ركبتيه ...
نياشين كثيرة ولم يخض أي معركة ...هنيئاً لقادة العروبة والإسلام ونياشينهم ...
والموت لك يا فارس المجد ... يا فارساً في زم الرداءة ..
اسمك فارس ..
يا فارس فلسطين ..يا فارس العرب .. يا فارس الملمين …
ولسان حالك يترنم ...بحب الوطن .. بحب القدس ...
أنا صامد ..
في وجه الدبابة صامد ..
في وجه الصاروخ صامد..
في وجه اسرائيل صامد ...
في وجه أمريكا صامد ..
في وجه عبيد أمريكا صامد ..

أنا إن سقطت على التراب فمن أجل هذا التراب وله فبطن الأرض خير من ظهرها ...
فيها أدفن ...فيها أنمو .. جذراً يزهر ..يثمر ..
أخوتي الفرسان على الدرب سائرون ... اليوم بحجر .وغداً نوعٌ جديد يفتت الحجر ..
وتسابق الكل على تبنيك يوم سقطت ... يوم استشهدت ...
وأنت تقول بكل نبضة من قلبك ...
هذا وطني .. أنا من فلسطين .. وإلى فلسطين ..
أنا لست عبداً لحزب , أنا لست عبداً لطائفة , أنا لست عبداً لزعيم ..
أنا لفلسطين .. كل فلسطين ..

اسمك فارس ...
اسم أبيك عودة ...حطمت الصور والتماثيل وسرت...
يا رمزاً للعودة ..شامخاً كالطود وقفت
داستك الدبابة ..فقتلت ولكنك لم تمت ..
فأنبتت الأرض ألف فارس ...
حقاً كنت رمزاً للعودة ... يا فارس العودة
فالعودة لا تحتاج إلى مفاوض ..
العودة تحتاج إلى فارس صلب .. لا يثني له عود ولا تلين له قناه ...
سلاحه أمضى من الصواريخ .. إيمانه كإيمان الأنبياء .. لا ينثني عن رسالته ..
وإن داسته الدبابات ...
فهو للوطن قربان ..

يا فارس ...
يا أشجع الناس في أيام يخيم عليها الجبن و يسيطر عليها الجبناء ...ويتحكم فيها الجبناء ويحكمون ...
يا أشجع الناس .. بسلاحك من أرضك بدمك , جدت
يا أشجع الناس .. أنت أشجع من بوكاسا ...
أنت أشجع من تشمبي ...من عيدي أمين ...
أنت أشجع من موشيه عنان ...ومن ديكويار ...
أنت أشجع من كل الغلمان ...من كل العظام ...يا أعظم الفرسان ..
من الغلمان الذين سطروا على صدورهم النياشين دون حروب...
هم العبيد حقاً ... اشتروا أسياداً لهم يدفعون الأتاوات ...
يا فارس العودة ...يا حلماً لم يكتمل ... يا زهرة في ريعانها قطفت .. دفنت
نم واهناً فقد بذرت الحب .. واعلم ..
بأن لك في هذا الوطن اخوة وجند .. جند لله .. إن أرادوا أراد ...
فرسان قادمون ...والويل يومئذ للمتخاذلين ..للعبيد ...
وآيات النصر آتية ل لا ريب فيها ..يا فارس العودة .. آتية .. آتية
ولو بعد حين ...


اليوم ذكرى استشهاد الطفل "الجنرال فارس عودة "